عواصم (وكالات)

تعرّضت ناقلتا نفط نرويجية ويابانية لهجوم، في بحر عمان، أمس، ما أدى إلى اشتعال النيران فيهما وإجلاء طاقميهما، في تطور جديد يزيد التوترات في المنطقة، التي تشهد توترات على خلفية تصعيد إيراني أميركي منذ أسابيع.
وأفاد الأسطول الخامس الأميركي، ومقرّه البحرين، في بيان، عن «هجوم استهدف ناقلتي نفط في خليج عُمان»، مشيراً إلى تلقيه «نداءي استغاثة منفصلين عند الساعة 6.12 صباحاً بالتوقيت المحلي والساعة 7.00 صباحاً».
وقال جوشوا فراي، المتحدث باسم الأسطول الخامس: «نحن على علم بهجوم على ناقلتين في خليج عمان». ولفت إلى أن «السفن البحرية موجودة في المنطقة وتقدم المساعدة».
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنّ إيران «مسؤولة» عن استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان. غير أنّ الوزير الأميركي أكّد في الوقت نفسه أنّ بلاده ما زالت تريد أن تعود طهران إلى طاولة المفاوضات «عندما يحين الوقت لذلك». وأضاف أن التقييم استند إلى معلومات مخابرات ونوع الأسلحة المستخدمة والأسلوب المتطور للهجمات. ووصف بومبيو الحادث بأنه جزء من حملة أكثر اتساعا تقوم بها إيران، و»وكلاؤها» ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وقال:» إن النظرة الشاملة، تكشف أن هذه الهجمات غير المبررة تكشف عن تهديد واضح للسلام والاستقرار الدوليين، وتمثل اعتداء صارخا على حرية الملاحة وحملة غير مقبولة من تصعيد التوتر من جانب إيران»، وأدان بومبيو الحادث وقال إنه» استهدف مدنيين أبرياء».
واوضح بومبيو:» يجب على إيران مقابلة الدبلوماسية بالدبلوماسية، وليس بالإرهاب وسفك الدماء والابتزاز، وأكد أن الولايات المتحدة سوف تدافع عن قواتها ومصالحها وسوف تقف إلى جانب شركائها وحلفائها لتأمين التجارة العالمية والاستقرار الإقليمي، مشيرا إلى أن واشنطن سترفع إحساسها بالقلق إلى مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق.
ورجح مسؤول في البنتاجون، أن تكون إيران مسؤولة عن الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان. وقال المسؤول لشبكة «سي بي إس» الأميركية، إن إعلان إيران أنها أنقذت طاقم الناقلتين مضلل، مضيفاً أن سفينة حربية أميركية أنقذت 21 من طاقم إحدى الناقلتين. وأخبر المسؤول الأميركي، مراسل الشبكة لشؤون الأمن القومي، أن هناك احتمالية كبيرة لكون إيران مسؤولة عن الهجوم، الذي استهدف ناقلتي النفط. كما أفاد المسؤول أن الولايات المتحدة ستحصل على بعض الحطام للتحقيق في مصدر الهجوم على الناقلتين، الذي لاقى إدانات دولية واسعة، ووقع في وقت حساس.
ووصفت الولايات المتحدة الهجمات بأنها «غير مقبولة»، وأبلغت مجلس الأمن الدولي بأن أحدث هجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان «يثير قلقاً شديداً».
وقال جوناثان كوهين، القائم بأعمال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع للمجلس بشأن التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية «من غير المقبول من أي طرف مهاجمة سفن شحن تجارية وهجمات أمس تثير قلقاً بالغاً». وأضاف: «الحكومة الأميركية تقدم المساعدة وتواصل تقييم الوضع».
وأعلنت السلطات البحرية النرويجية أن ناقلة النفط «فرونت ألتير»، المملوكة لمجموعة «فرونتلاين» النرويجية، والتي كانت ترفع علم جزر مارشال، تعرّضت لـ«هجوم» في بحر عُمان، وسُمعت ثلاثة انفجارات على متنها، مؤكّدة عدم إصابة أي عنصر من الطاقم بجروح.
وذكرت أن الناقلة التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 111 ألف طن، اندلعت فيها النيران.
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني صورة وشريط فيديو يظهران بحسب قوله، النيران تتصاعد من إحدى ناقلتي النفط اللتين تعرضتا للهجوم.
ونقلت وكالة «رويترز» عن صحيفة «تريد ويندز»، المعنية بالشحن، عن مصادر لم تحددها، أن طوربيداً أصاب ناقلة نفط مملوكة لشركة «فرونت لاين» النرويجية. وعرضت وكالة «إيريب نيوز» التابعة للتلفزيون الرسمي صورة ناقلة نفط يتصاعد منها دخان أسود كثيف، فيما بثت شبكة «إيرين» فيديو غير واضح، صوّر على ما يبدو بوساطة هاتف نقال، تبدو فيه نيران تتصاعد من مركب في البحر.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا» أن إيران قدمت المساعدة لناقلتي النفط أجنبيتين، مشيرةً في مرحلة أولى إلى تعرضهما لـ«لحادثة» في بحر عُمان.
ونقلت عن «مصدر مطّلع، قوله إن «وحدة إنقاذ تابعة للبحرية الإيرانية في محافظة هرمزكان (جنوب إيران) أغاثت 44 بحاراً من المياه نقلوا إلى ميناء بندر جاسك». ووفقاً للوكالة الإيرانية، وقع الحادث الأول الساعة 8.50 (4.20 ت غ) على بعد 25 ميلاً بحرياً من بندر جاسك، على متن ناقلة ترفع علم جزر مارشال، وتنقل حمولة من الميثانول من قطر إلى تايوان. وقالت إن 23 بحاراً كانوا على متنها قفزوا في المياه، وتم إنقاذهم.
و«بعد ساعة من حادث السفينة الأولى، تعرضت ناقلة أخرى لحريق على مسافة 28 ميلاً من جاسك». وكانت هذه ترفع علم بنما ومتجهةً من أحّد الموانئ السعودية إلى سنغافورة، وتحمل شحنة من الميثانول، وعلى متنها 21 بحاراً أنقذتهم أيضاً البحرية الإيرانية. وأعلنت إيران أنّها أرسلت طائرة مروحية إلى موقع السفينتين للتحقيق.
بينما أشار الأسطول الخامس الأميركي إلى أن «سفن البحرية الأميركية منتشرة في المنطقة وتقدم المساعدة».
وتقع المنطقة التي شهدت الحادثة خارج مضيق هرمز، الذي تعبر منه يومياً نحو 35 بالمئة من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً، والتي تقدر بنحو 15 مليون برميل.
وأكد متحدث باسم شركة «فرونت لاين» أن حريقاً اندلع بناقلة نفط نرويجية في خليج عمان في أعقاب انفجار، إلا أنه نفى أن تكون الناقلة قد غرقت.
وقال المتحدث، لوكالة الأنباء الألمانية: «لقد وقع انفجار وأعقبه حريق. إلا أنه لم يتم بعد تحديد سبب الانفجار». وتنتظر الشركة المزيد من المعلومات من طاقم الناقلة «فرونت ألتير». وأضاف: «لا نؤكد وقوع هجوم، لأنه لا يمكننا ذلك». وقال: «نعرف أن الناقلة لم تغرق»، وأن قاطرة إنقاذ موجودة بالقرب منها. وتم إنقاذ الطاقم إلى سفينة قريبة، بعدما فروا من الناقلة.
وقالت: إن طاقم الناقلة، المؤلف من 11 روسياً، وجورجي واحد، و11 فلبينياً لم يصب بأذى في أعقاب انفجار. وقالت الشركة في بيان أرسل إلى رويترز «جرى نقلهم إلى سفينة تابعة للبحرية الإيرانية، ونزلوا في ميناء إيراني محلي. ما فهمناه هو أنه تم نقلهم الآن إلى بندر عباس».
وقالت شركة «كوكوكا سانجنيو» اليابانية، مشغلة ناقلة النفط الثانية «كوكوكا كوريجوس»، إن الناقلة تعرضت لإطلاق نار، وأنه تمّ إنقاذ كل أفراد الطاقم، وأن حمولة الميثانول التي كانت تنقلها لم تصب بضرر.
وقال رئيس الشركة يوتاكا كاتادا «يبدو أن بواخر أخرى تعرضت أيضاً لإطلاق نار». وقال مدير شركة كوكوكا سانجيو اليابانية للشحن: إن إحدى ناقلات الشركة تعرضت لهجوم قرب مضيق هرمز، إلا أن حمولتها من الميثانول سليمة. وقالت الشركة، في بيان، إن الحادث تسبب في أضرار للجانب الأيمن من الناقلة، وأنه أجبر طاقم السفينة على الفرار منها قبل أن تقوم سفينة قريبة بإنقاذهم سريعاً من قارب نجاة. ولفتت إلى أن فرداً واحداً من أفراد الطاقم أصيب بجروح طفيفة. وذكرت الشركة أن الناقلة «لا تزال في المنطقة ولا تواجه خطر الغرق. كما أن حمولتها من الميثانول سليمة».
وقال كاتادا في مؤتمر صحفي: إن السفينة أصيبت مرتين في غضون ثلاث ساعات قبل أن يتم إجلاء الطاقم بأكمله. وأضاف أن الشركة تلقت نبأ الهجوم لأول مرة في حوالي الساعة 0400 بتوقيت جرينتش.
وأفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية بأن الناقلة كوكوكا كاريدجس كانت تحمل 25 ألف طن من الميثانول.
وكان وزير التجارة الياباني، هيروشيجي سيكو، قد قال في وقت سابق للصحفيين: إن الحكومة تحقق في تقارير عن تعرض سفينة تحمل شحنة «لها صلة باليابان» لهجوم.
وقال مسؤول كبير في شركة سي.بي.سي، الحكومية التايوانية لتكرير النفط، إن ناقلة تستأجرها الشركة لجلب وقود من الشرق الأوسط تعرضت لما يشتبه بأنه هجوم في وقت سابق. وقال وو آي-فانج، رئيس قسم البتروكيماويات في الشركة لرويترز، كانت الناقلة فرنت ألتير تحمل 75 ألف طن من النفتا عندما» أصابها طوربيد فيما يبدو«عند الظهر تقريباً بتوقيت تايوان (0400 بتوقيت جرينتش). وتشير تقديرات مصادر في قطاع الشحن إلى أن قيمة الشحنة تزيد عن 30 مليون دولار. ولم يحدد وو قيمة الشحنة.
ووفقاً لبيانات الشحن على رفينيتيف أيكون شوهدت فرنت ألتير للمرة الأخيرة في خليج عمان قبالة ساحل إيران. وقال وو: إنه كان من المقرر أن تصل الناقلة إلى تايوان في يوليو.

صعود أسعار النفط
صعدت أسعار النفط، أمس، بعدما اشتعلت النيران في ناقلة في خليج عمان. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت دولارين أو 3.3 بالمئة إلى 61.97 دولار للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.41 دولار أو 2.7 بالمئة إلى 52.55 دولار للبرميل.
وقال مركز عمليات التجارة البحرية، التابع للأسطول الملكي البريطاني، إنه على دراية بوقوع حادث شحن في خليج عمان قرب الساحل الإيراني.

الكويت تنفي إعلان حالة الاستعداد القصوى
نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الكويتية، أمس، اتخاذ أي إجراءات غير اعتيادية، مؤكداً أن الدولة لم تعلن «حالة الاستعداد القصوى» كما تداولت بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس مركز التواصل الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة، طارق المزرم، أنه لا صحة للأخبار المتداولة في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بشأن إعلان حالة الاستعداد القصوى في دولة الكويت، مبيناً أنه «لم يتم ألإعلان عن إجراءات قصوى». ويأتي هذا النفي إثر تداول بعض وسائط الإعلام خبر مفاده بأن «الكويت أعلنت عن حالة الاستعداد القصوى، إثر حادث هجوم تعرضت له ناقلتي نفط في خليج عمان».
وأكدت شركة ناقلات النفط الكويتية، أمس، أن «ناقلات النفط الكويتية تسير بشكل طبيعي ومستعدون لأي طارئ». وقالت الشركة، في بيان صحفي بثته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أمس، إنها اتخذت كل الإجراءات والتدابير الاحترازية الأمنية اللازمة لضمان التشغيل الآمن لأسطولها البحري.
وأضافت أن أسطول الشركة البحري لم يتأثر بالحوادث الأخيرة المؤسفة، التي وقعت في خليج عمان والمنطقة ولاسيما الحادث المؤسف، الذي تعرضت له ناقلتان بحادثين منفصلين، أمس، لافتةً إلى أنها تتابع تلك الحوادث مع الجهات العالمية البحرية المعنية بهذا الشأن.
وأوضحت أنها تقوم بدورها على أكمل وجه ولديها أسطول ناقلات نفط وغاز حديث على أعلى مستوى ويتوافق مع مواصفات الصحة والسلامة العالمية.